7nen
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى حنين الزكريات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ابتسامة الهزيمه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العاشق




عدد المساهمات : 83
تاريخ التسجيل : 14/07/2011

ابتسامة الهزيمه  Empty
مُساهمةموضوع: ابتسامة الهزيمه    ابتسامة الهزيمه  I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2014 3:48 pm

ابتسامة الهزيمه

كنت فیما مضي أستبعد أن یجيء یوم أحتاج فیھ الي الكتابة إلیك..
لكن حادثات الأیام لا تدع أحدا في طریقھ فلقد تعرضت لتجربة
شخصیة دفعتني لأن أكتب لك عنھا مستشیرا ومحذرا,فأنا مھندس أبلغ
من العمر 45 عاما, تزوجت منذ 15 عاما من فتاة كانت وقتھاطالبة
بالسنة الثالثة الجامعیة.... وفي قمة التدین والأخلاق, وقد تخرجت
زوجتي في كلیتھا ونحن معا, وعملت مدرسة بأحد المعاھد.. ومضت
حیاتنا ھادئة وانجبنا خلال رحلتنا مع الحیاة ثلاثة أبناء صغار ملأوا
حیاتنا بھجة وسعادة ثم حدث ذات یوما أن زرت زوجتي في مقر
عملھا فعرفتني بزمیل لھا رحب بي بحرارة.. ورحبت بھ.., وبعد أیام
أبلغتني زوجتي ان زمیلھا ھذا یرغب في زیارتنا في بیتنا مع
أسرتھ,وجاء الرجل مع زوجتھ وأطفالھ الذین یماثلون أولادي في
السن تقریبا.. وأمضینا معا وقتا طیبا, ولاحظت من الوھلة الأولي أن
زوجتھ تفوق زوجتي جمالا ثم دعینا بعد ذلك لزیارة ھذا الزمیل في
بیتھ, وتكررت الزیارات العائلیة بیننا كثیرا ثم انتقلت من الحي الذي
أقمت فیھ معظم سنوات عمري, الي حي جدید بعید نسبیا عن الحي
السابق, فلاحظت ان ھذا الزمیل قد بدأ یزورنا في بیتنا منفردا دون
اصطحاب زوجتھ معھ ویمضي معنا وقتا طویلا,وتكررت الزیارات
المنفردة منجانبھ بشكل مكثف, حتي بدأت أتساءل عن سر ھذه
الزیارات الكثیرة المنتظمة دون حضور زوجتھ معھ, وأفضیت
لزوجتي بتساؤلاتي ھذه فنھرتني بشدة, ودافعت بحرارة عن ھذا
الزمیل ووصفتھ بأنھ صدیق مخلص وشریف ویحترم حقوق الصداقة,
ولم یقتنع عقلي تماما بدفاع زوجتي,لكن الأمور مضت بعد ذلك في
نفس الطریق, ثم حدثت بعض المشاكل العادیة بیننا فلاحظت ان رد

فعل زوجتي تجاھھا قد أصبح حادا وجافا.., ولاحت لي فرصة للعمل
في الخارج لمدة عامین فأملت أن یساعد بعدي عنھا في ازالة ھذه
الخلافات, وسافرت بالفعل.. وحرصت علي الاتصال بزوجتي
وأولادي من غربتي في مواعید دوریة.. وآلمني ان زوجتي لم تكتب
لي أیة رسائل خلال بعدي عنھا بالرغم من تلھفي علي أیة كلمة من
جانبھا, ومضت تسعة أشھر فإذا بي أتلقي منھا خطابا مقتضبا تطالبني
فیھ بإرسال ورقة الطلاق إلیھا عن طریق وزارة الخارجیة, وصعقت
حین قرأت ھذا الخطاب, وترقبت بصبر نافد أول إجازة سنویة لي
ورجعت الي بلدي لأحاول انقاذ أسرتي من الانھیار, وناقشت زوجتي
في أسباب طلبھا الطلاق وبیننا ثلاثة صغار یحتاجون إلینا فلم تجبني
سوي بأن الحیاة قد استحالت بیننا وانھ من الأفضل لكل منا ان یمضي
في طریق مختلف, وناقشت الأمر مع الأھل والأقارب فإذا بوالدة
زوجتي تصارحني بأن ذلك الزمیل الذي كان یزورنا بكثرة في بیتنا
ھو السر في طلب زوجتي للطلاق وانھ سوف یستزوجھا بعد ان
تحصل علي الطلاق مني!
ولجأت الي الأسرة فنفوا ذلك واتھموا والدة زوجتي بالاندفاع والتھور
وواجھت ھذا الزمیل نفسھ بما قالتھ فنفاه بشدة وتساءل عما یدعوه
للزواج مرة أخري ولھ زوجة جمیلة وثلاثة أبناء, وقضیت بقیة أیام
الإجازة أحاول أصلاح الأحوال بین یوبین زوجتي بلا جدوي
واضطررت للعودة الي عملي بغیر الاقدام علي الطلاق حفاظا علي
كیان الأسرة.
ومن غربتي رحت أتصل بزوجتي تلیفونیا فتخبرني في كل مرة بأنھا

متمسكة بطلب الطلاق الي النھایة.. وفشلت كل جھودي لاقناعھا
بالعدول عن ھذا المطلب فاضطررت إلي لعودة بعد ستة أشھر في
محاولة أخیرة لانقاذ الاسرة فاستمرت زوجتي في معاملتي أسوأ
معاملة وتمسكت بالنوم في غرفة مستقلة, وحین أبلغتھا بأنني لاأمانع
حتي في استمرار الحیاة بیننا علي ھذا النحو لكي تكون أما للأطفال
فقط راحت تھددني بدس السم لي أو قتلي خلال نومي إن لم استجب
لطلبھا بالطلاق, ولم تكتف بذلك بل وبدأت بالفعل في اتخاذ اجراءات
طلب الطلاق عن طریق المحكمة.. وفوجئت بأحد المحامین یزورني
ویحاول اقناعي بالطلاق ودیا بعیدا عن اجراءات المحاكم, قائلا لي
انني رجل مھندس ومثقف ولا یلیق بي ان اتمسك برفض طلاق
زوجتي مادامت تصر علیھ ولا أمل في عدولھا عنھ..
ولم استطع الصمود لبذاءات زوجتي وشتائمھا أكثر من ذلك فوافقت
علي الطلاق وذھبت معھا ومعي شقیقي الي المأذون في موكب حزین
وشعرت بأن قطعة من جسمي تنتزع منھ وأنا أردد وراءه العبارات
الكریھة..
ورجعت الي بیتي مھزوما مدحورا, ومضت أیام العدة فما إن انتھت
حتي علمت ان زوجتي السابقة وام اطفالي الثلاثة قد تزوجت في الیوم
التالي مباشرة ذلك الزمیل الذي كان یدعي صداقتي ودخل بیتي
واقتنص مني زوجتي.. وانھرت تماما حین علمت بذلك.. وحصلت
علي اجازة من العمل.. وجلست في بیتي مع أولادي حزینا مھموما
وأكاد أجن من التفكیر المتصل فیما حدث لي.. وفي شدة ضیقي
یرادوني الشیطان أحیانا أن أذھب الي ھذا الصدیق الغادر واقتلھ
لأریح المجتمع منھ.. ثم یعیدني عقلي الي الرشد في أحیان أخري
واتساءل وماذا یستفید ابنائي اذا فعلت ذلك وكان مصیري السجن..
ومن یرعاھم في غیابي.. والغریب في الأمر ان زوجة ھذا الرجل
تلومني وتقول لي انني السبب فیما حدث لانني أدخلت زوجھا بیتي
وسمحت لھ بھذه الزیارات المكثفة, وكان ردي علیھا انني سمحت
للكثیرین بزیارتي فلماذا لم یفعل أحد غیره مافعل.. والأنكي من ذلك
انھ قام بتأجیر شقة قریبة من مسكني بنفس الحي لمن أصبحت زوجتھ
من بعدي وذلك لكي أموت كمدا وغیظا.. فھل من العدل ان یعاقب
القانون علي قتل مثل ھذا الرجل! لقد رویت لك قصتي لكي تحذر
الآخرین من ھؤلاء الذین یتمسحون بمسوح الصداقة ویتسللون الي
البیوت الھادئة ویھدمونھا ویشردون أطفالھا الصغار ویحرمونھم
أمھاتھم وأمانھم.., ولكي تنصحني بما أفعل لكي استطیع احتمال
التجربة المؤلمة واجتیازھا؟



ومن هنا اخاطب الزوج المخدوع


وماذا یملك الانسان ان یفعل اذا شاءت لھ أقداره ان یمني بھزیمة

شخصیة مماثلة سوي ان یتقبل ماحدث كما یتقبل حقائق الحیاة
الأخري.. ویسلم بأنھ لیس في الامكان محوه أو تغییره.. لكنھ یستطیع
فقط اذا أراد ان یعین نفسھ علي اجتیاز ھذه المحنة بأقل الخسائر
النفسیة والصحیة, وان یؤمن بأنھ اذا كان قد انھزم في احدي الجولات
فانھ لم یفقد كل فرصة في الحیاة ومازال قادرا علي أن یبدأ من جدید
مستفیدا بدروس المحنة وخبرتھا الألیمة في تفادي أشواك الطریق.
لایملك المرء في مثل ھذه الظروف سوي ان یفعل ذلك.. فالتسلیم بما
حدث والایمان بأنھ لیس سوي عثرة من عثرات الطریق یستطیع
النھوض منھا ومواصلة السیر الي الأمام.. ھو الخطوة الأولي في
التعامل السلیم مع الانكسارات والھزائم التي قد یتعرض لھا الانسان
خلال رحلة الحیاة.. أما التجمد أمام ماحدث.. والاستغراق النفسي
والوجداني فیھ الي ما لا نھایة والانشغال الكلي بما كان عما ینبغي لھ
أن یكون في الحاضر والمستقبل القریب فلا طائل وراءه سوي
مضاعفة الخسائر.. وضیاع فرص التعویض, والعیش في اسار
المحنة بدلا من تخطیھا.. والتطلع لما بعدھا.
والحق اننا نحتاج الي ان ندرب انفسنا علي تقبل الھزیمة بروح واقعیة
كما تعلمنا من قبل ان نزھو بالانتصارات ونسعد بھا.. لأن الحیاة
نجاحات واخفاقات,والمھم ھو كیف نتعلم من الفشل كما نعمنا من قبل
بالنجاح, وقدیما قال شكسبیر: اذا ابتسم المھزوم.. فقد المنتصر بعض

لذة النصر!
وابتسامة المھزوم ھنا لاتعني السعادة بالھزیمة أو الابتھاج لھا وانما
تعني ألا تنكسر ارادة الانسان أمامھا وان یؤمن بقدرتھ علي الصمود
لھا.. وتعویضبعض ما خسره في سیاقھا.
وفي قصتك لیس یعیب الانسان ان یرفضھ شریك حیاتھ أو ان یخون
عھد الوفاء معھ لان الخیانة في النھایة ھي عار الخائن ولیس
المخون, وانما یعیبھ حقا ان یتمسك ھو بمن رفضتھ وان یمتھن نفسھ
وكرامتھ في استجداء استمرارھا معھ بعد أن أكدت المؤشرات
الواضحة من قبل ان تحت الرماد نارا لا تخفي علي فطنة أحد. وانھ
من الأكرم لمن كان في مثل ظروفك ان یقبل بما لیس منھ بد, ویطلق
سراح من لم تحفظ عھده, ولم یردعھا عن الانصیاع لأھوائھا ثلاثة
أطفال صغار كأطفالك.
فاذا كانت ثمة مسئولیة عما حدث, فالمسئولیة مشتركة بین أطراف
الثالوث الشھیر في الأدب الفرنسي في القرن الثامن عشر وھو ثالوث
الزوج والزوجة والصدیق! واذا كانت زوجة ذلك الرجل تعتبرك
المسئول الوحید عماحدث لأنك قد فتحت بابك لزوجھا وتقبلت زیاراتھ
المكثفة لك ولزوجتك بدون زوجتھ فان ھذه المسئولیة رغم أھمیتھا
لیست في النھایة المسئولیة الوحیدة.. حتي وان كانت قد ساھمت في
تصعید الأحداث بالفعل, لان الرجل زمیل لزوجتك السابقة في العمل..
ولم یكن كلاھما لیعجز عن التواصل مع الآخر اذا اغلق في وجھیھما
باب اللقاء المشترك معك. وان كان ذلك لا یغیر من الحقیقة العامة
وھي أن التحفظ في مثل ھذه العلاقة ھوالأولي بالاتباع بالفعل سدا
لأبواب الفتنة والاغراءات والمشاكل..
لكني بالرغم من ذلك لا أفھم ان ینصب حنقك علي ھذا الرجل وحده

حتي لتفكر في الانتقام منھ بدعوي اراحة المجتمع من أمثالھ.. وھو
بالرغم من ادانتھ أخلاقیا في ھذه القصة المؤسفة لم یكن الطرف
الوحید فیھا, بل وربما لم یكن أیضا الطرف الفاعل المؤثر في القصة
كلھا, اذ كانت ھناك كذلك زوجتك السابقة, ومسئولیتھا لاتقل خطرا
عن مسئولیتھ ان لم تزد علیھا اذ انھا لو كانت قد حفظت لك عھدك أو
نفرت من فكرة الخیانة والارتباط بغیر زوجھا وتعریض استقرار
أطفالھا للخطر لما نجح ھذا الرجل مھما بلغ تأثیره في فك عري
العلاقة الزوجیة بینك وبینھا, وعلي أیة حال فان فكرة الانتقام منھ لا
معني لھا.. ولا طائل من ورائھا سوي مضاعفة الخسائر الانسانیة
والاجتماعیة بالنسبة لك ولأطفالك..ولقد تزوج كل منھما من الآخر

وانطوت بذلك صفحة العلاقة غیر المشروعة بینھما.. وبدأت صفحة
أخري لایحق لك أو لغیرك الاعتراض علیھا.. فاطو أنت أیضا ھذه
الصفحة المحزنة من حیاتك وتطلع لبدء صفحة جدیدة خالیة من
أخطاء الماضي وآلامھ..
واعلم ان الانشغال الشدید بأمر من خانت عھدك ومن تزوجھا حتي
ولو بالكراھیة لھما والتفكیر في الانتقام منھما أو من أحدھما, لیس من
علامات البرء من ھذه المحنة.. لأنھ حتي الكراھیة الشدیدة لمن آذونا
انشغال وجداني بأمرھم لا یستحقونھ منا, ولا یستحقون ان نبدد فیھ
طاقتنا النفسیة.. وانما تلوح بشائر الشفاء في الأفق حقا حین نبدأ في
تجاھل أمر من أساءوا الینا.. واعتبارھم من غیر الأحیاء.. وغیر
الأموات بالنسبة الینا علي حد تعبیر الفیلسوف الألماني نیتشھ, فیكون
ذلك علامة ایجابیة علي اجتیاز المحنة.. والتھیؤ لمواصلة الطریق..
وتعویض مافات المرء ادراكھ من الأسباب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7nen.ahlamontada.com
 
ابتسامة الهزيمه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
7nen :: الثقافه الادبيه والشعر :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: